الرهبنة الفرنسيسكانية بمصر، إقليم الأخوة الأصاغر

البابا فرنسيس: علينا أن نُحبَّ الإنسان ككل ونرافقه ونُدرجه في شبكة من العلاقات المثمرة والبناءة

0

“إنَّ “Village de François” هي مكان كنسي يخرج من الإطار المعتاد، ويقدم شيئًا آخر؛ إنها الكنيسة التي وكـ “مستشفى ميداني”، تهتم بالذين يتألّمون أكثر من اهتمامها بالدفاع عن مصالحها الخاصة، وتأخذ على عاتقها مخاطر الحداثة لكي تكون أكثر أمانة للإنجيل” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى أعضاء “Village de François”

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء “Village de François”، (قرية فرنسيس) وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال يسعدني أن أستقبلكم أنتم سكان “Village de François” والمشاركين فيها. عندما أخبرني إتيان فيلمان، الذي جمع هذا المشروع مع العديد من الأشخاص الآخرين، عن هذا المشروع لأول مرة، لم أستطع إلا أن أقول له أنني كنت حذرًا إزاء ما يمكن للروح القدس أن يلهمه… وها أنا أسعد لرؤيتي أن المشروع يمضي قدمًا! إنَّ “Village de François” هي مكان كنسي يخرج من الإطار المعتاد، ويقدم شيئًا آخر؛ إنها الكنيسة التي وكـ “مستشفى ميداني”، تهتم بالذين يتألّمون أكثر من اهتمامها بالدفاع عن مصالحها الخاصة، وتأخذ على عاتقها مخاطر الحداثة لكي تكون أكثر أمانة للإنجيل.

تابع البابا فرنسيس يقول لقد أصبح تعريف العالم على أنه “قرية” أمرًا شائعًا: فالتطور المتسارع لوسائل النقل والاتصالات والشبكات الاجتماعية يشير إلى أننا أصبحنا جميعًا أقرب إلى بعضنا البعض. ومع ذلك، فقد تُرك الكثير من الأشخاص على هامش هذه القرية المزعومة، المحفوظة لنخبة متميَّزة. آمل أن تساعد “Village de François” في إعادة اكتشاف ماهية القرية الحقيقية: نسيج من العلاقات البشريّة الملموسة، في الدعم المتبادل، والتنبّه للمعوزين، وفي التعايش بين الأجيال وفي الاهتمام باحترام الخليقة التي تحيط بنا.

أضاف الأب الأقدس يقول لقد تمَّ في الواقع، تصميم “Village de François” على أساس القناعة بأن “جميع الأمور مرتبطة ببعضها البعض”، وأنتم تختبرون ذلك بشكل ملموس من خلال ربط البيئة واحترام الحياة البشرية منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي، الصلاة والأخوَّة، وكذلك من خلال جمع أجيال مختلفة. أعتمد على شهادتكم لكي نُظهر أن الحياة بحسب الإنجيل توجد في الاعتبار المتوازن لجميع هذه الجوانب. غالبًا ما نميل إلى التحرُّك بحماس كبير لأسباب مشروعة، ونغفل عن الصورة الأكبر. ومع ذلك، تُظهر لنا الخبرة الملموسة أنّه علينا أن نُحبَّ الإنسان ككل ونرافقه ونُدرجه في شبكة من العلاقات المثمرة والبناءة.

تابع الحبر الأعظم يقول إنَّ علاقات كهذه، وسأختتم بهذا، لها نموذج مطلق، ومصدر يمكنها أن تتطور من خلاله. لقد استقرَّيتم في دير قديم للترابيست: أرى في هذا الأمر دعوة لكم لكي تضعوا في محور خبرتكم، بالإضافة إلى الحياة البسيطة وحياة العمل، العناية بالحياة الداخلية ونموِّها، والعلاقة مع يسوع المسيح، الذي وحده يمكنه أن يملأ قلوبنا العطشى. وهو يقول في إنجيل القديس يوحنا: “أنا الطريق والحق والحياة”. لقد اختبر شخصيًا ما تقومون به في “Village de François”: لقد كان ضعيفًا، بين ذراعي والدته وعلى الصليب؛ عمل كحرفيٍّ وعاش على إيقاع الفصول والطبيعة؛ ونمى في قرية اختلطت فيها الأجيال؛ صلى وغفر وأحب قريبه. وأوكله إليكم كمثال وإلهام في مشروعكم وفي حياتكم اليومية.

وخلص البابا فرنسيس إلى القول لترافقكم صلاتي في هذه المسيرة المُلزِمة وإنما الفرحة والمُحرِّرة. أشكركم على إصغائكم ولا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.

Leave A Reply