نظّمت الرهبنة الفرنسيسكانيّة في مصر مؤتمرًا لمسؤولي المدارس الفرنسيسكانيّة، بحضور الرهبان والعلمانيين، استعدادًا للعام الدراسي المقبل.
نظّمت الرهبنة الفرنسيسكانيّة في مصر مؤتمرًا لمسؤولي المدارس الفرنسيسكانيّة، بحضور الرهبان والعلمانيين، استعدادًا للعام الدراسي المقبل. وهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أهميّة تنشئة الإنسان لما فيه خيره وخير المجتمع، فمن أهداف التربيّة والتعليم في المدارس المسيحيّة هي تنشئة الأشخاص لكي يدركوا بأنّهم مخلوقون على صورة الله ومثاله، بالتالي، فإنّهم مشروع الله الخلاصي الوحيد.
ألقى الأب معين سابا، القادم من لبنان، محاضرات المؤتمر، حيث انطلق من فكرة يسوع المُربي، ومميزات شخصيّة المُربي، إلى عدّة مواضيع: كالتنشئة في التعليم، وصورة المكرّس كما يريدها المسيح، وقيمة إنسان اليوم، ودور المكرّس وهو يمثّل الكنيسة “الأم والمعلمة” في مجتمعات اليوم؛ الأم كونها تعمل على ولادة أشخاصًا جددًا، ومعلمة لأنّها تزودهم بفضائل الإيمان والرجاء والمحبّة للعيش وسط العالم وتحدياته.
شدّد المؤتمر على أهميّة تربية الطالب على الأخوّة. لقد كانت الأخوّة في “أزمة كبيرة” بين قايين وهابيل، أما اليوم فهي في أزمة أيضًا. إنّ أهميّة عيش الأخوّة تكمن في أنّها أولاً عطيّة من الله وهي تمثّل مساحة الحضور الإلهي. كما أنّه وبفضل الآخر، يعمل الإنسان على اكتشاف ذاته وتجديدها، وبناء هويته وإنسانيته، وبالتالي تعمل الأخوّة على تحقيق مجتمع أفضل من خلال التعاون والتعاضد والتكاتف بين الجميع.
للمسيحيّ دور أساسي في المجتمع. إنّ مجتمعات اليوم تريد نزع الله من كل شيء، وتعمل على حصر القيم الإنسانيّة كالعدالة والحقيقة لتكون فقط بيد الأقوياء. دور المسيحي يتمثّل من كونه خميرة جيدة للجميع. بالتالي، فإنّ المربي يجب أن تكون لديه روح قيادية مميّزة، على مثال السيد المسيح المربي، تعمل على تعزيز القيم والصفات الإنسانيّة الموجودة في كل إنسان، وتنميتها وتعزيزها من أجل خلاصه، وخير المجتمع بأكلمه.
كما تطرّقت المحاضرات إلى الصفات الأساسيّة التي يجب على كل قائد امتلاكها، ومن بينها: الثقة بالذات، الاستقلاليّة، الاستقامة والنزاهة. فلا يمكنكم قيادة مؤسّسة بشكل نجاح إذا كانت هذه القيم غير موجودة في الأصل. ناهيك عن أساسيّات كالتناغم بين داخل الإنسان وخارجه، احترام المشروع الشخصي للأشخاص، والانفتاح على جميع البشر والنظر إليهم على أنهم إخوة لا أعداء، وعدم الخوف في التعبير عن الإنسانيّة الجميلة كما يريدها الله تعالى.
ختامًا، إنّ التربيّة هي من أكثر مغامرات الحياة جاذبية وصعوبة. فهي تعني الخروج من الذات للدخول إلى الواقع، كما هي مسيرة مستمرّة تعمل على نماء الإنسان روحيًّا وإنسانيًّا. هذه المسيرة تتغذى من لقاء حريتَين؛ حرية المربي وحريّة التلميذ، كما ومن مسؤوليتَين؛ مسؤولية التلميذ بأن يكون منفتحًا على الواقع، ومسؤوليّة المربي بأنّ يكون مستعدًّا لبذل ذاته على مثال السيّد المسيح.